18‏/06‏/2009

الصداقة الحقيقية

الصداقة هي كلمة جميلة قليلة الحروف لكنها كثيرة المعاني نحتاجها جميعا ونشعر بها

لأنها تعني لنا الشيء الكثير فهي تعني المحبة والتضحية والنصيحة والوفاء والإخلاص

فهي إذا ( كالدُرَر ) .. وخاصة إذا كانت لوجه الله تعالى وليست للمصالح الدنيوية .

فهنا نجدها تحمل في طياتها
أسمى المعاني واصدق العبارات واسعد اللحظات .

وسوف تبقى مدى الحياة تنمو وتكبر كالشجرة كلما سُقيت بماء المحبة

والوفاء والإخلاص .


وليس من السهل أن تجد اليوم صديقاً صدوقاً مخلصاً لأنه قلّ الدِّين وانعدم فيها الضمير ،

وطغت المصالح الشخصية وحُب الذات
والصعود على أكتاف الآخرين ..


الحمد لله الذي قيّض لي صديقٍ مخلصٍ عرفته منذ ما يقارب الأربعين عاماً ..

فقد عشناها مرحلة الطفولة والشباب وعشناها في السّراء والضّراء ..

كبرت صداقتنا مع مرور الأيام وأصبحت راسخة رسوخ في الأرض ..

عميقة بعُمق البحار والمحيطات .
توجّناها بزواجنا من أختين شقيقتين ..

وخلال فترة صداقتنا هذه التي تزيد عن ( 14400 ) يوم عرفت فيه خصال رائعة

لم أجدها في غيره جعلتني أتمسّك بصداقته بكلتا اليدين ..

عرفت فيه الأدب الجمّ والصلاح والتقوى والأخلاق الراقية وحُبه لوالديه وحُبهم له ،

وسعة صدره وطيبة قلبه وصفاء سريرته ورأيه السديد
وحُبه لخدمة الناس بجهده

وماله ورأيه ..
مما جعلني استأمنه على أسراري ومالي وأهل بيتي .

كان دائماً يقدّم لي النصيحة في قالب مغلّف بكل حب وأدب واحترام إذا رأى مني

ما يستوجب تلك النصيحة ..

ويشجعني ويعينني على فعل الخير والعمل الصالح إذا رأى مني شيء من ذلك ..

يؤثرني على نفسه بالمال والجهد والوقت .. يلتمس لي العذر إن أخطأت بحقه .

كنت الجأ إليه إذا ضاقت بي همومي ومتاعب الدنيا لأستأنس بحديثه وبرأيه فأجد

عنده الراحة النفسية والرأي السديد .

دائماً الدرر النادرة تبقى عقداً ثميناً يُطوّق قلبي بحبها وإخلاصها ..

ويبقى حُبي لها إقراراً على نُدرتها في الوجود .

أبو أديب .. تلك هي الدرر ولكنك لست منها !!!


بل أنت لوحدك عِقد فريد ثمين يفتخر قلبي ببهائه وطيب خصاله .

ويفتخر بصداقتك .




0 التعليقات:

إرسال تعليق

همسات القمر والبحر © 2008 | تصميم وتطوير حسن