20‏/08‏/2009

المصاب جلل !!


موت الوالد ..

مصيبة من مصائب الدنيا و فاجعة مؤلـمة ..


كأنني أعيش وحيداً في فلاة قاحلة افترش أديم الأرض

وألتحف السماء لا أنيس يؤنسني أو يسليني أو يتوجّع ..

أواجه لهيب المصيبة وزمهرير الفراق وأنياب الوحشة المفترسة

وما ذاك إلا لفقدي

الوالد الحنون ... ذو القلب الرحوم .

الذي كان لي الغطاء الواقي والساتر من تغيرات الحياة ومتاعبها

والبلسم الشافي على الجرح ليلتئم سريعاً ،

وكالثلج البارد على النار المتأججة يطفأ لهيبها ...

والذي اعتبره مصدري للقوة والأمان .. والعطاء والحنان .

وكلي ألم وحسرة على فقد من كان يقف بجانبي في

السرّاء والضرّاء ويشاركني أفراحي وأحزاني ..

لقد افتقدت حنانك وصدرك الدافئ ..

افتقدت ابتساماتك وكلماتك ونصائحك التي تنير لي الطريق ..

وافتقدت دعائك لي الذي احتاجه كثيراً .

رحمك الله يا والدي ...

فموتك أحدث لي شرخاً عظيماً في حياتي لا و لن يجبر


مع مرور الأيام ..

المصاب جلل ولا يعزّيني في ذلك إلا قوله تعالى :

" إنما يوفّى الصابرون أجرهم بغير حساب "


وقوله تعالى :

( وبشر الصابرين . الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله

وإنا إليه راجعون . أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة

وأولئك هم المهتدون ) .

أصَبّر نفسي وأرغمها على ذلك لعلّي بوالدي التقي في


الفردوس الأعلى ..

وألتزم قولاً وعملاً بقول الرسول صلى الله عليه وسلم :

( ينقطع عمل ابن ادم إلا من ثلاث .... صدقه جاريه أو

علم ينتفع به
أو ولد صالح يدعو له ) .

اسأل الله أن يرحمه ويرحم جميع أموات المسلمين

ويسكنهم فسيح جناته ويجعل قبورهم روضة من

رياض الجنة ويجمعنا بهم في جنات النعيم .






همسات القمر والبحر © 2008 | تصميم وتطوير حسن